لماذا نحتاج طب المسنين
مقدمة بسيطة
تم استحداث تخصص طب المسنين فى انجلترا فى الاربعينات ثم منها الى امريكا واوروبا و باقي انحاء العالم بالتدريج. وكان الدافع وراء ذلك هو زيادة اعداد المسنين فى الدول المتقدمة قبل الدول النامية وايضا لعدم قدرة الطب العادي على حل المشاكل الصحية
للمسن بصورة شمولية.
وذلك للأسباب الاتية
1- يقل احتياطي انسجة الجسم فى كل الاجهزة بالتدريج نتيجة للتقدم فى العمر، وهذا يجعلها عرضة للتدهور السريع إذا اصيبت بالأمراض مع زيادة فى فترة العلاج والنقاهة الى ان تتعافى.
2- وليس بالنادر ان يتأثر عدة اجهزة من اجهزة الجسم بأمراض مختلفة فى نفس الوقت مما يستدعى زيارة اكثر من طبيب كل فى تخصصه. ويترتب على ذلك وصفات متعددة. وليس بالغريب عند إذن حدوث تعارض فى الادوية وايضا ظهور الاثار الجانبية لدرجة تشكل معاناة للمسن دون ادراكه ان هذه المعاناة هي اثار جانبيه لدواء ما. وهذه المشكلة ليست نادرة الحدوث. وتكون الاثار الجانبية عباره عن اعراض تشبه اعراض الامراض فيضطر الطبيب لوصف ادوية اخرى زيادة على المستخدم من قبل لعلاج الاثار الجانبية وهذا بالقطع تصرف خطأ اذ يعتبر توقع تسبب الادوية في المعاناة مهم لحذف هذه الادوية او تخفيض جرعتها او استبدالها بأخرى. وليست قاعدة الاستمرار على الدواء بنفس الجرعات الى الابد او حتى وجوب الاستمرار على نفس الدواء وذلك لان حالة المسن تتغير وتسترعى تغير الجرعات مواكبة لهذا التغير.
3- و في احيانا كثيرة تظهر الامراض في المسن بصورة مغايرة عن تلك التى تظهر بها نفس الامراض فى الشباب. فيواجه الطبيب الغير متخصص صعوبة بالغة فى التشخيص الصحيح فى الوقت المناسب ويترتب عليه تأخير التشخيص او اخطاء في العلاج.
4- هناك امراض تظهر فقط فى المسنين مثل عته الشيخوخة واختلاط الوعى والسقوط وسلس البول وتحتاج لطبيب متخصص للتعامل معها.
5- كثيرا ما يعتبر المسن وكذلك اهله وللأسف الطبيب الغير متخصص ايضا ان بعض الأمراس والاعاقات او الاعراض هى تغير طبيعي فى الكبر ولا يلزم علاج لها. وذلك لعدم معرفتهم بما هو طبيعي وما هو مرض عند الكبار. فمثلا الصعوبة في المشي والحركة ليست شيء طبيعي في المسن وتكون هذه الصعوبة في الحركة نتيجة لتداخل امراض مختلفة فى العضلات والمفاصل وحدة الابصار والحالة النفسية وألتي يمكن علاجها جميعا. وإذا اعتبرت هذه المشكلة امر طبيعي في المسن فلن يتم علاجها وتكون النتيجة تدهور الحالة تدريجيا الى الاقعاد التام. ومن هذا نجد ان حل هذه المشكلة يستوجب تدخل فريق من الأطباء فى تخصصات مختلفة وكذلك مدير طبى ليوجه المسن الى الطبيب المناسب حسب مهمته فى مرحلة معينة من خطة العلاج. وقد تم حل هذه المشكلة فى ايجاد طبيب متخصص فى طب المسنين والذى يقوم مقام الفريق الطبي ويكون مديرا للحالة فى نفس الوقت وكذلك هو من سيستطيع اكتشاف المشكلة وتحديد اسبابها وعمل خارطة طريق لعلاجها. وجدير بالذكر ان طبيب المسنين قد دعمته دراسته بالقدرة على اكتشاف وعلاج كل المشاكل السالفة وغيرها مما يتعلق بصحة المسن. ووفر على المسن واهله وكذلك على مقدمو الرعاية الصحية لمسن تمييز ما هو مرض مما هو طبيعي، ووفر عليهم ايضا التشتت بين الاطباء والوقت والمال.
6- ولا تكمن المشاكل الصحية فقط في الأمراض حيث تؤثر الحالة النفسية والاجتماعية والبيئية ايضا وبصورة مباشرة على صحة المسن. فمثلا كثيرا ما بظهر الاكتئاب فى صورة اعراض جسدية ولا يعزيها الاطباء للاكتئاب ويتم علاحها بطريقة غير صحيحة فتتفاقم حالة الاكتئاب لدرجة تجعل المسن يحجم عن ترك الفراش ويزداد ضعفه وتكون هى
النهاية.
7- ومثال على تأثير الحالة الاجتماعية على المسن عيش المسن بدون اهل او عائل تخلق صعوبة فى الوصول للخدمات الطبية وتتسبب فى تتدهور الحالة الصحبة.
8- ومثال على تأثير الحالة البيئية عدم قدرة وصول المسن لدورة المياه إذا كانت بعيدة او فى وجود اضاءة ضعيفة او وجود عائق فى الطريق قد يتسبب فى سقوطه مثل سلك تليفون او سجادة على ارض ملساء فيسقط ويمكن ان يحدث كسر. او على اقل تقدير يتأخر فى الوصول للحمام فى الوقت المناسب فيبول على نفسه.
9- ونتيجة لضعف عضلات المسن فانه اذا استسلم للرقاد التام فإنه يفقد من 2-5% يوميا من حجم وقوة عضلاته فتنهار قوته بالكامل فى غضون ايام قليلة. ولذلك يهتم طبيب المسنين بفحص قدرة المسن على المشى والتنقل ومحاربة اى سبب يتدخل فى الحول دون ابقائه طريحا للفراش.
كيف تختلف طريقة طب المسنين عن الطب العادي
وبصورة اكثر تفصيلا يتعامل طبيب المسنين مع مشاكل المسن وليس مع امراض المسن فحسب. وذلك ﻷن المشكلة الصحية الواحدة قد يتدخل فى تسبيبها العديد من الامراض فمثلا قد يكون السبب فى صعوبة المشى وجود تآكل فى الغضاريف والتهاب بالأعصاب ونقص فيتامين د ومرض باركينسون معا فى مريض واحد وفى نفس الوقت. وقد حل طب المسنين هذه المشكلة بصقل خبرة الطبيب ليتعامل مع اى منها لتتخلص من المشكلة المسببة للإعاقة.
ومن اشهر مشاكل المسنين التى يتعامل معها طبيب المسنين
1- اضطرابات انوم
2- تدهور القدرات العقلية المعرفية
3- الرغبة فى العزلة
4- عدم الحركة
5- صعوبة الحركة والتنقل
6- نقص السمع والبصر
7- نقص التغذية
8- تداخل الادوية وتنسيقها
9- التبول اللاإرادي
10- فقد الهمة والحماس للحياة
والجدير بالذكر ان طبيب المسنين يتمكن من علاج الامراض التي تتسبسب فى احداث اى من المشاكل السابقة مع فحص مدى تدخل الحالة الاجتماعية والبيئية فى احداث المشكلة ويطرح الحلول الاجتماعية والبيئية ايضا للمسن واهله.
ويهدف طب المسنين اساسا الى
الحفاظعلى قدرة المسن معتمدا على نفسه فى القيام بحاجاته الشخصية من تنقل واستحمام واطعام وخلافه دون الاحتياج للأخرين وبالتالي يكون الهدف هو المحافظة على استقلالية المسن وتوفير العيش له فى اعلى درجة ممكنه من نوعية الحياة.