هرمونات الانوثة وسن اليأس
عزيزتي القارئة وعزيزي القارئ استأذنكم في طرح الموضوع في صورة اسئلة واجوبة حتى تكون المعلومات محددة وأكثر وضوحا وأسهل في الاستيعاب. وربما تصادف سؤالا يدور في اذهانكم.
لماذا تخاف السيدة الى درجة الذعر اذا ما وصف لها الطبيب هرمونات؟
لماذا تفضل كل سيدة استخدام أي بديل الا الهرمونات؟
هذه المخاوف بدأت بالتحديد يوم 7 يونيو 2002 حين تم اعلان نتائج الدراسة الأمريكية التي تسمى WHI study (women Health initiative) حيث اظهرت الدراسة نتائج عكس ما كان ينتظره ويتوقعه الجميع من اطباء ومرضى على حد سواء. فقد تم الإعلان في التلفاز والراديو والمجلات الدولية بعد هذه الدراسة ان الهرمونات تؤدى الى الاصابة بسرطان الثدي وتزيد معدل حدوث الجلطات الدماغية وحصوات المرارة. وكانت صدمة. ولكن قد تم اخفاء حقيقة هامة جدا وعن دون قصد ولكنها في منتهى الخطورة والاهمية.
ماهي الحقيقة الخفية لهذه الدراسة؟
الحقيقة أنهم لم يستخدموا الهرمونات الطبيعية المطابقة لهرمونات البشر وانما استخدموا الاستروجين المستخرج من الحيوانات وبالتحديد المستخرج من بول الخيول الحوامل واستخدموا البروجستيرون الدوائي والذي اسمه العلمي مدروكسى بروجيستيرون اسيتات (Medroxy progesterone acitate). أي انه عباره عن بروجستيرون محور دوائيا بإضافة ذرات كثيرة ليست في البروجستيرون الطبيعي.
وما الضرر في ذلك فكلها هرمونات؟
ليس صحيحا لأن الاستروجين الحيواني لا يشبه الاستروجين البشرى لا في التركيب الكيميائي ولا في عدد الذرات. ولا توجد في الجسم البشرى انزيمات للتخلص منه فيستمر وجود جرعة واحدة منه في الجسم ستة اسابيع متتالية في حين ان الاستروجين الطبيعي لا يستمر في الجسم أكثر من أيام قليلة ثم يتم التخلص منه ويتم انتاج كمية اخرى متجددة مع حلول كل دورة شهرية. وهذا يعنى ان مستقبلات الأستروجين ستظل في حالة اثارة مستمرة دون فترات راحة. ليس هذا فقط وانما نواتج التمثيل الغذائي للهرمون الحيواني تختلف تماما عن نواتج التمثيل الغذائي للهرمون الآدمي. لأن نواتج التمثيل الغذائي للهرمونات هي ايضا مواد فعالة تؤثر بدورها على الجسم. أي ان تأثير الهرمون لا يكون فقط للهرمون وحده ولكن لنواتج التمثيل الغذائي له أيضا.
هل تعلم ان الفرق بين هرمون الأنوثة المسمى استروجين والذي يجعل الأنثى انثى، وهرمون الذكورة التستوستيرون والذي يجعل الرجل رجلا، هو فقط زيادة ذرة هيدروجين واحدة في الاستروجين وتغيب في التستوستيرون. تخيل ما الذى يمكن ان يفعله اضافة مجموعة من الذرات الغريبة في مركب البروجستيرون؟ انظر الصورة.
أتريد اذن ان تقول ان الهرمون البشرى الطبيعي لا يحمل هذه المخاطر؟
نعم تماما صحيح. الهرمون الآدمي بريء تماما من هذه المخاطر.
وما الدليل؟
اولا الدليل العقلي المنطقي وهو. ان الاستروجين والبروجستيرون الطبيعي هو طبق الاصل نفس الهرمونات البشرية من حيث التركيب الكيميائي وعدد الذرات وأيضا نفس نواتج التمثيل الغذائى. فلماذا سيؤدى هرمون هو منك اصلا الى اضطرابات. فقد اعتاد الجسم على وجوده منذ ان وصلت مرحلة البلوغ
هذا كلام منطقي ولكن ليس كل ما نظن انه منطقي يكون صحيحا الا بالدراسات؟
تماما وثانيا، فقد قامت اوروبا بعمل دراسة مشابهة للدراسة الامريكية ولكن تم استخدام الهرمونات الطبيعية فيها هذه المرة. وعلى اعداد من النساء اضعاف تلك الاعداد التي شاركت في الدراسة الامريكية 54.548 سيدة واسم الدراسة EPIC) (study وكانت النتائج مختلفة جملة وتفصيلا عن الدراسة الامريكية. (انظر لاحقا)
وماهوا الذى الضرر الذى اظهرته الدراسة الامريكية من تأثير الهرمونات المصنعة على صحة النساء؟
كان هناك مجموعتان من النساء تحت الدراسة. الاولى استخدمت (استروجين الخيول فقط) واظهرت زيادة في معدل الجلطات الدماغية والجلطات الاخرى بصفة عامة. وزيادة في حصوات المرارة. وزيادة في نوبات القلب ولكن الغريب انه لم تكن هناك زيادة في سركان الثدي. ولكن كانت المفاجأة الأكبر وكانت في المجموعة الثانية التي تم إضافة (هرمون البروجسترون المصنع) فيها الى (استروجين الخيول) واظهرت زيادة في معدل الاصابة بسرطان الثدي الى درجة مزعجة اضطرت الباحثين الى انهاء الدراسة ثلاث سنوات قبل الميعاد المقرر لإنهائها. أي تم انهائها في سنة 2002 بدلا من سنة 2005.
وماهي النتيجة النهائية التي وصلت للعالم من هذه الدراسة؟
النتيجة النهائية انهم أعلنوا وعلى أوسع نطاف ممكن ان الهرمونات (ولم يذكروا انها الهرمونات المصنعة) تسبب زيادة في معدل الاصابة بسرطان الثدي. فتوقف النساء في جميع انحاء العلم عن استخدام الهرمونات.
وما هى نتائج الدراسة الاوروبية اذن؟
اظهرت الدراسة الألمانية وايضا ودراسات اخرى عديده منها ما هو ميداني ومنها ما هو معملي ان
- ان البروجسترون الآدمي يحمى من سرطان الثدي (وهذه هي اهم نتيجة)
- ان الاستروجين الآدمي لا يسبب الجلطات بل يخفض مستوى الكولسترول ويحسن ويحمى شرايين القلب ويحمى من هشاشة العظام ولكنه لا يزيد كثافة العظام بل يحمى فقط. لكن بشرط ان يؤخذ على هيئة كريم ولا يبلع كحبوب حتى لا يحوله الكبد الى عناصر تزيد التجلط (انظر الشرح لاحقا).
- ان البروجستيرون يزيد كثافة العظام بنسبة تفوق استخدام ادوية الهشاشة بمراحل عديدة.
- ان البروجسترون يحمى من التوتر العصبي وقلق النوم ويحسن المزاج.
- ان البروجستيرون يوسع شرايين القلب.
- ان البروجستيرون يساهم في إنقاص الوزن وتذويب الدهن.
والان ما هو سن اليأس؟
سن اليأس هو انقطاع ادورة الشهرية لمدة 12 شهر متتالية.
متى يبدا سن اليأس؟
يبدا سن اليأس ما بين عمر ال 35 سنة وال 55 سنة وهذا طبيعي والأكثر حدوثا هو ان يحدث بعد ال 45 سنة. وفى المتوسط عند الخمسين
ومنى نقول ان سن اليأس قد بدأ مبكرا وبصورة غير طبيعية؟
ادا انقطعت الدورة الشهرية قبل سن ال 35 عاما.
متى تبدأ السيدة بالشعور بقرب حدوث سن اليأس؟
في المتوسط تبدأ اعراض سن اليأس من 5 الى 10 سنوات قبل انقطاعها. أي حول سن ال 45 عام.
هل يعتبر سن اليأس انتهاء لحياة الانثى في المرأة؟
على العكس تماما فإن في هذه العمر تكون قد انتهت اعباء الحياة من رعاية للأطفال ومن تحمل هم انه يمكن ان يحدث حملا جديدا وتتحمل المسئولية من جديد. وحان الوقت لممارسة الحب والاستمتاع بالحياة ولكن بشرط. ان تكون مستويات هرموناتها السيدة مثل مستويات هرموناتها وهي في الثلاثين من العمر.
ماذا سوف يحدث اذا لم تعوض السيدة الهرمونات عند ظهور اعراض قرب انقطاع الدورة بالهرمونات الطبيعية؟
هنا يجب ان نعرف ما هو دور كل هرمون في حياة الأنثى كل على حدا:
اولا هرمون الاستروجين
ان نقص الاستروجين يؤدى الى
- ضمور الجلد وظهور التجاعيد.
- حدوث الهبات الساخنة.
- جفاف المهبل والجلد.
- حرقان اثناء التبول والتعرض للالتهابات البولية.
- صعوبة السيطرة على البول عند الشعور به.
- ضعف وارتخاء انسجة الحوض وخروج قطرات البول عند العطس او السعال المفاجئ.
- تقصف الشعر وضعفه وسقوطه وخشونة الجلد.
- نحالة البدن (الجسم), لأن هرمون الاستروجين يساعد على تخزين الدهون بصورة طبيعية لا تزيد عن الحد الطبيعى.
- ضمور الثديين.
- ضعف الذاكرة وقلة التركيز.
- الاكتئاب.
- ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية.
وليس بالضرورة ان تظهر كل هذه الاعراض مجتمعة لأ الامر يختلف من سيدة الى أخرى.
ثانيا هرمون البروجسترون
ان نقص البروجسترون يؤدى الى
- فقد الحماية من سرطان الثدي (وهو الأهم).
- زيادة الوزن وتجمع السوائل في الجسم.
- انتفاخ الثديين وشعور بالآلام بهما.
- التوتر النفسي.
- الانفعال السريع والعدوانية لاثغه الاسباب.
- صعوبة النوم بعمق اثناء الليل.
- التعرق وخاصة بالليل.
- حدوث اورام ليفية حميدة في الثدي والرحم.
- نقص حماية السيدة من حدوث سرطان الثدي.
- نقص في تأثير هرمون الغدة الدرقية على الأنسجة مما يساهم في تقليل الحرق وزيادة الوزن.
- نقص حساسية الجسم للأنسولين مما يساعد في ارتفاع السكر التراكمي وجعل السيدة اكثر عرضة للإصابة بالسكرى.
- فقد حماية البروجستيرون لشرايين القلب لان له تأثير موسع للشرايين.
وليس بالضرورة ان تظهر كل هذه الاعراض مجتمعة لأن الامر يختلف من سيدة الى أخرى.
وانا اسأل الأخت القارئة هنا
كم دواء ستستخدمينه لعلاج بعض او كل الاعراض السابقة في الوقت الذى يستطيع فيه الهرمون الطبيعي حمايتك من كل هذه الاعراض والمخاطر وايضا وبأمان؟
في أي عمر تنصح باستخدام الهرمونات الطبيعية؟
يعتبر ظهور المؤشرات السابقة بعضها او كلها من المؤشرات التي تسترعي اجراء تحاليل لمعرفة نسب الهرمونات في الدم حتى يتم وصف الهرمونات على هدى ونور ولكن يمكن عن طريق الاستجواب الطبي للتعرف على اعراض السيدة واجراء الكشف الإكلينيكي علليها (وهو الاهم) ان نحدد بسهولة على نوع الهرمون يجب تعويضه. فمن السيدات من تحتاج البروجستيرون فقط ومنهم من تحتاج الاستروجين فقط. ولكن لا نقوم بوصف الاستروجين الا تحت غطاء من البروجسترون لحماية الثدي وذلك بالرغم من ان الدراسات لم تثبت ان الاستروجين وحده (سواء المصنع او الطبيعي) يؤدى الى زيادة في سرطان الثدي. ونضطر للجوء الى التحاليل إذا كانت السيدة حول سن الربعين للتأكد من ان الاعراض مرتبطة بنقص في الهرمونات اما ان كانت السيدة بعد سن ال 45 فيمكن اجراء التحاليل بهدف متابعة جرعات العلاج في المستقبل. ويكون اجراء التحاليل في اليوم ال 22 من الدورة (إذا كانت الدورة منتظمة) لأن فلى هذا اليوم بالتحديد تكون الهرمونات في اعلى مستوياتها في الدم.
والجدير بالذكر انه قد أوضحت الدراسات انه كلما بدأ استخدام الهرمونات في عمر مبكرة أي قبل سن الخمسين كلما استطاعت السيدة الاستمرار عليها لسنوات طويلة وبدرجة امان عالية جدا حيث لا توجد دراسات تدعم درجة امان استخدام الهرمونات اذا بدأت السيدة استخدامها بعد سن السبعين.
لماذا التخوف ادن من وصف الاستروجين الطبيعي بمفردة بدون غطاء من البروجسترون الطبيعي اذ لم تثبت الدراسات ان الاستروجين لا يزيد الإصابة بسرطان الثدي؟
لأن الاختبارات المعملية اثبتت ان السيدات التي تحمل الجينات المؤهلة لحدوث سرطان الثدي تتحور انسجة الثدي في المعمل تحت تأثير الاستروجين والجميل ان البروجستيرون الطبيعي يقاوم هذا التحور.
ماهي خطورة استخدام الاستروجين على هيئة حبوب وليس على هيئة كريم؟
لقد ذكرت ذلك سالفا ولكن لأهمية الموضوع سأكرر الإجابة وهي ان الاستروجين إذا تم تناوله على هيئة أقراص بلعا فإنه يمر بالكبد قبل ان يصل الى الدم، فيتحول في الكبد الى مواد تثير حدوث التجلط في الشرايين وتساعد في تكوين حصوات المرارة. وان هذا التأثير لا يحدث إذا تم استخدامه في صورة كريم لأنه في هذه الحالة سيذهب الى الدم مباشرة دون المرور على الكبد.
سمعنا تضاربا فى الآراء في ان الاستروجين يحمى من سرطان الثدي واخرى انه يسبب سرطان الثدي فما حقيقة الامر؟
كما اثبتت الدراسات ان الاستروجين بمفرده لا يزيد معدل حدوث سرطان الثدي حتى الاستروجين المصنع الا إذا تم اضافة (البروجسترون المصنع) اليه. واما إذا اضيف (البروجستيرون الطبيعي) فإنه يحمى من سرطان الثدي وكذلك فان البروجستيرون الطبيعي يحمى من سرطان الرحم. ولكن هناك نقطه بسيطة أحب ان اوضحها وهي ان الاستروجين ليس مركبا واحدا بل هو ثلاث مركبات. الاول اسمه استرون, والثانى اسمه استراديول, والثالث اسمه استريول. وهي اسماء لاتينية تعنى الاستروجين رقم 1 ورقم 2 ورقم 3.
وما اهمية معرفة ذلك؟
- رقم 1 (الاسترون) هو الهرمون الذي يحتفظ الجسم بالقدرة على انتاجه بعد انقطاع الدورة لأنه يمكن ان ينتجه من الدوهن إذا توقف المبيض عن انتاجه. أي هو نوع الاستروجين الوحيد الذي يستمر انتاجه بعد سن اليأس ويمكن ان يثير خلايا الثدي. لذلك يزداد معدل سرطان الثدي في السيدات البدينات. وليس له منافع إيجابية.
- ورقم 2 (الاستراديول) هو الاقوى والاشد تأثيرا وينتجه المبيض اثناء فترة عمله (أي قبل انقطاع الدورة) ويمكن ايضا ان يؤثر على خلايا الثدي ولكنه هو المسئول عن حماية العظام من الهشاشة وحماية شرايين القلب وحماية الذاكرة ورفع المزاج لأنه الوحيد الذي يستطيع المرور الى المخ.
- ورقم 3 وهو أضعفهم حيث تقل قوته 80 مرة عن رقم 2. ولكنه يعالج الهبات الساخنة وجفاف المهبل ويحافظ على نظارة البشرة ولا يؤثر على الثدي سلبيا اطلاقا بل ويحمى الثدي من السرطان لذلك فهو المستحب استخدامه في الكريمات. ولكن ليس له تأثير على العظام ولا على المخ ولا المزاج لأنه لا يستطيع المرور الى المخ..
الكريمات....... من أي أنواع الاستروجين الثلاثة تتكون الكريمات؟
يتم استبعاد رقم 1 من استخدامه في الكريمات تماما لأنه يؤذى الثدي ولا فائدة اخرى منه. ويستخدم رقم 3 بنسبة 80% بالإضافة الى ورقم 2 بنسبة 20% حتى يتم الاستفادة من الإيجابية الكاملة من رقم 3 وأيضا تأثيرات رقم 2 الإيجابية وتفادى ا(ثاره السلبية لذلك يستخدم بنسبة اقل. ويمكن اثناء المتابعة تعديل التركيزات الى نسبة 50% و50%) أي نسبة متساوية من رقم 2 ورقم 3 حسب الحالة وبدون مخاطر أيضا.
وللعلم يمكن اضافة هرمون الرجولة التستوستيرون للتركيبة السابقة لأن لهرمون الرجولة اهمية بالغة عند السيدات أيضا والتي يتم فقد قدر كبير منها كلما ضعف المبيض بعد الاربعين الا وهي انه يزيد من حساسية الانسجة الجنسية في الثدي والمهبل وهذه الحساسية اذا فقدتها السيدة تعانى من مشكلات كبيرة في العلاقة الحميمية قد تؤدى الى الطلاق.
وأخيرا ارجو ان أكون قد نجحت في توضيح الصورة ومحوت اللبس في الخلط بين الهرمونات المصنعة والطبيعية وهدفي هو تثقيف السيدات في عالمنا العربي لأهم ما يمكن ان يؤثر على صحتهن الجسدية والنفسية وأيضا لما يضمن لهن صحة ممتازة وسعادة دائمة مهما طال العمر. وهذا الطرح لجزء من احد محاور طب مكافحة الشيخوخة الذى يبنى على 3 محاور وهى:
- تعويض منقص الهرمونات باستخدام الهرمونات الطبيعية لتقارب مستويات الشباب وبأمان.
- الطعام الصحي المضاد للالتهاب.
- الرياضة اليومية.
والى موضوع اخر تقبلوا خالص تحياتي وتمنياتي لكم بالصحة والعافية والسعادة.
اخوكم د. احمد فول