٣شروط لابد ان تتحقق لإذابة الدهون وانقاص الوزن
هناك 3 شروط مبنية على ثلاث حقائق علمية للتعرف على كيفية التخلص من دهون الجسم وانقاص الوزن: :
الحقيقة الاولى؛
ان الكربوهيدرات هى مصدر الاساسي للدهون لأنه لا يوجد طريقة للتخلص منها الا عن طريق تحويلها الى دهون تتحرك فى الدم ثم تترسب فى الانسجة.
الحقيقة الثانية:
لابد ان تسنخدم المايتكوندريا الدهون لانتاج الطاقة بدلا من الكربوهيدرات.
الحقيقة الثالثة؛
الرياضة وحدها لا تكفى ابدا.
تمهيد
ان الالية الاساسية وراء تخزين الدهون هى فقد حساسية الجسم للأنسولين الذى ينتجه البنكرياس بصورة طبيعية كلما اكلنا كربوهيدرات. وفقد هذه الحساسية يعنى فقد شعور خلايا الجسم بوجود الانسولين الذى هو المسئول الوحيد عن ادخال سكر الجلوكوز فى الخلايا. فترتفع نسبة الجلوكوز في الدم. ولكن الجلوكوز المرتفع في الدم يعتبر مادة سامة فيقوم نفس الانسولين بتحويله الى دهون تعيش حول الاحشاء وتحت الجلد.
والسؤال هو لماذا تنخفض حساسية الخلايا للأنسولين؟
اذا راجعنا المقال السابق سنعرف ان الدهون الناتجة من تحويل الفركتوز لدهون في الكبد والتي تتخزن حول الاحشاء ايضا هى نفسها التي تمنع الانسولين من ادخال الجلوكوز الى الخلايا.
مثال: اذا تناولت كوب من أي عصير فاكهة، فأن أي عصير فاكهة يتكون من 55% فراكتوز و 45% جلوكوز. والان فقد علمنا ان ال 55% فراكتوز (اى اكثر من نصف الكوب) ستتحول بالكامل الى دهون خطيرة في الكبد. يكون من احد اسباب خطورة هذه الدهون انها تحول دون احساس خلايا الجسم بالأنسولين فتمنعه من اداء وظيفته الاولى وهى ادخال الجلوكوز الى داخل الخلايا. وعند اذن يقوم الانسولين بوظيفته الثانية وهى تحويل الجلوكوز المتجمع في الدم الى دهون ايضا. أي ان كوب عصير الفاكهة كاملا ما هو الا كوب دهون.
والان الى الحقيقة الاولى
ان الكربوهيدرات سوفت تتحول في الجسم الى دهون. لذلك على من يرغب في فقد الدهون الامتناع التام عن الكربوهيدرات وعلى راسها (سكر المائدة – الخبز بكل انواعه – عصائر الفاكهة لأنها لا تحتوى على الياف تحد من امتصاص سكر الفاكهة – الفاكهة التي لا تحتوى على الياف مثل الموز، التين البرشومى، المانجو، العنب، التمر ذ المشروبات الغازية بأنواعها- والبطاطا والبطاطس).
الحقيقة الثانية
والان وبعد ان قد امتنعت عن الكربوهيدرات فلن يتبقى في طعامك الا الدهون والبروتينات. وبما انه لا يمكن استخدام البروتين في انتاج الطاقة الا اذا تحول الى جلوكوز. ولا يمكن انتاج الطاقة من الدهون الا اذا تحركت ماكينة حرق الطاقة في المايتكوندريا لحرق الدهون بدلا من الكربوهيدرات. ونحن بالطبع لا نريد ان نفقد البروتين الذى نحتاجه لبناء العضلات ونحوله الى جلوكوز. ولكن لكى نحافظ على البروتين فليس امامنا الا خيار واحد الا وهو ان تبدأ المايتكوندريا في حرق الدهون وعدم الاعتماد على الجلوكوز الذى قد اصبح مصدره الوحيد الان هو البروتين.
لماذا تفضل المايتكوندريا انتاج الطاقة من الجلوكوز وليس الدهون وكيف نعكس عملية الحرق؟
السبب في ذلك ان المحرك الرئيسي للمايتوكوندريا لحرق الدهون هو 3 هرمونات اساسية. الاول والأساسي هو هرمون الغدة الدرقية والثاني هرمون البروجسترون والاستروجين معا (في النساء). والثالث التستوستيرون (الرجال والنساء). وبعد ان عرفنا في مقالات سابقة ان ما يقرب من 80% من افراد المجتمع (حسب الدراسات) يعانى من نقص في مستوى هرمون الغدة الدرقية في الانسجة على الرغم من ان نسب الهرمون في تحليل الدم تكون طبيعية يفسر لنا لماذا تزداد نسبة البدانة والسكرى في الخليج خاصة وفى العالم كله عامة.
واما باقي الهرمونات سأقوم بعمل مقال يوضح لماذا نحتاج اليها كلما تقدم العمر وذلك حتى ولو كان مستواها في المعدل الطبيعي في الدم.
الحقيقة الثالثة
الرياضة وحدها لا تكفى وحدها لإذابة الدهون.
ان المجهود الرياضي له اثر في زيادة عدد المايتكوندريا في الخلايا وزيادة نشاطها وبالتالي زيادة قدرة الجسم على التخلص من السموم ولكنه لا يقود عجلة الحرق لحرق الدهون بدلا من الكربوهيدرات الا اذا تحقق الشرطان السابقان. ولهذا يعانى الكثير من انه يمارس الرياضة ولا فائدة في حرق الدهون.
الخلاصة
ليس رجيم الطعام معناه ان احدد كمية الطعام او اقلل حجمها في كل وجبه وانما هو نوعية ما تأكل بغض النظر عن الكمية. أي يمكن ان تأكل كثيرا بشرط تفادى الكربوهيدرات وتفقد الدهون ويمكن ان تأكل قليلا ويكون الخبز والعصير موجود فييستحيل فقد الدهون.
لا تخف من استخدام هرمون الغده الدرقية لكن المفروض ان تخاف اذا كانت انسجتك تحتاجه ولا تأخذه. فإننا نريد فقط ان نرفع مستواه في الانسجة الى المستوى الطبيعي الذى يحسن انتاج الطاقة. هل تعلم ان من تنتج اجسامهم الطاقة من الدهون يكونون اطول عمرا واقل عرضة للمرض (دراسة) بعكس من تنتج اجسامهم الطاقة من الكربوهيدرات (دراسة). يتخوف الناس من هرمون الغدة الدرقية لأنهم يتخيلون صورة مريض الافراط في انتاج الهرمون ولكنك على العكس تعانى من ضحالة مستوى الهرمون في انسجتك ولن يستطيع الهرمون في صورة حبوب ان يحولك الى مستوى الافراط. لأنه في حالة افراط نشاط الغدة المرضى والمعروف (بمرض جرافيز) تنتج الغده كميات هائلة جدا من الهرمون يصعب تقليدها بالحبوب.
واخيرا
هناك من يستخدمون هرمون الغدة الدرقية لانقاص الوزن ولكنهم لا يشعرون بفرق. لماذا؟ اولا قد يكون ذلك راجعا لعدم الالتزام الصارم بترك الكربوهيدرات.
ثانيا ان هرمون الغدة الغير نشط في الحبوب التي تباع في الصيدليات لابد ان يتحول الى الهرمون النشط الإيجابي حتى يعمل. ولكن المشكلة هى انه يتحول ايضا الى هرمون اخر ولنسميه الهرمون النشط السلبى الذى يمنع الهرمون النشط الإيجابي من العمل. أي ان كنت تنتج مقدار 5 من الإيجابي و3 من السلبى فإن ما تبقى هو 2 وانت تحتاج على الاقل الى 4 على وعليهم ان يصلوا في مرحلة ثانية الى الانسجة.
وفى هذه الحالة نلجأ الى استخدام الهرمون النشط وترك الهرمون الغير نشط حتى نتجاوز هذه المشكلة.
د احمد فول أخصائي طب وصحة المسنين ومكافحة الشيخوخة
16.05.2016